بقلم :إنصاف ناصر
على الرغم من ارتقاء وتطور زمننا هذا إلا أننا لا نزال نرى الكثير من الأهل يتبعون ما يسمى (بالتربية المثلى) للإناث ألا وهي “هذا عيب” “وهذا لا يجوز”، ومعاقبتها على أبسط الأخطاء الغير مقصوده. يمكننا القول أن لك شأنه أن يحدث من منطلق حرصهم وخوفهم على بناتهن، لإذ لا نُشكك في محبة الأهل على إناثهن. ولكن كثيرًا ما نردد (خير الأمور أوسطها) إذ أن كثرة الشتدد والضغط تقلل من ثقتها بنفسها. فهل أجد أحدًا يوافقني الرأي؟
هذه خديجة،فتاة قرويٌة من عائله محافظة جداً، كانت شخصيتها ضعيفة لدرجة أنها كانت تخجل أن تطلب من والدها ما تحتاجه، إذ لم تكن لتعرف يومًا كيف يكون النقاش أو المشاركة، ولم تذهب إلى أي رحلة مدرسية طيلة حياتها، وكانت نادراً ما تدخل محل أو سوبر ماركت من منطلق أنها “فتاة” لا يجوز أن تدخل وتخرج على غيره وهكذا. سألتها : ألم تحاولي يوماً التحدث مع والدك أو حتى أمك فأجابتني :
“كان الخوف رفيقي الوحيد، هل تصدقي أن أبي لم يرفع صوته علي بتاتاً ! إلا انني كنت أتجنب مناقشته؛ على اعتقدي أن كلامه لا يرد أو يرفض، لكنني فيما بعد ندمت كثيراً، والجامعة المكان الذي يستحيل أن تصل إليه خديجة إلا في حال حصلت على معدل عالٍ في الثانوية العامة كالتسعين لأنه وفقًا لآراء الناس الفتاة التي تحصل على معدل منخفض (تقعد بدار أحسن من الطلعة ع الجامعة من دون فائدة ) حينها يمكنها دخول الجامعة.
لكنها لم تستسلم وثابرت واجتهدت ونجحت بمعدل 94.5 وأكثر ما لفت انتباهي هو عدم حضورها لحفلة تخرجها بالثانوية لأنها كانت مختلطة ذكوراً وإناث، وعلى الرغم من ذلك مازال التشدد يلاحقها حتى في اختيار التخصص إذ كانت تحلم بتخصص الحقوق لكن أباها رفضه بتبرير ذلك بأن أفضل وظيفة للفتاه هي أن تكون معلمة و لم يكن أمامها سوى القبول وكان دخولها للجامعة نقطة تحول غيَرت مجرى حياتها للأفضل وعلى رأسها زيادة ثقتها بنفسها سيما اختفاء الخوف الذي كان يرافقها. هذا وتعاملت مع أصناف مختلفة من الأشخاص، أضف على ذلك التغير الذي طرأ على أسلوب تفكيرها، واستطاعتها فهم والدها، وكيفية التحدث معه دون أن تغضبهن وهنا تممكنت من جعله أكثر ثقة بها، وأثبتت لنفسها أنها على مقدره كافيه بتحقيق ما تريد، وإن كانت أنثى؛ فهي ليست الحلقة الضعيفة في المجتمع بحسب اعتقادها، والأنثى لا تزل تتقدم وتتحدى الضغط والتشدد، ومن يقف في طريق نجاحها …
مثل هذه القصص ليست مختبئة في المجتمع وقد تكون مررت بها، لم لا تشاركنا قصتك ؟
Continue reading إناث على صراط التشدد at BirHakaya – بيرحكايا.