بقلم :سيرين مؤقت.
كان دائماً يعوزني الانتساب الحقيقي، ذلك الانتساب الذي يهتف بنا حين نصحو في الصباح: “لك شيءٌ في هذا العالم فقم”، أعرفته؟ أحياناً قراراتك الخاطئة توصلك لأهدافٍ جوهريّةٍ، و أحياناً الضعفُ يجعلُكَ أكثرَ صلابة، و أحياناً الظلام يجعل من ذاك النور البعيد أملاً يشجعك على الوصول رغم العتمة .
سنواتي الدراسية بكاملِ فصولها تلوّنت، و لكلِّ فصلٍ مقولة خاصة! وكانت مقولتي المفضلة: ” أحِبَّ ما تعمل حتى تعمل ما تحب”. أرددها مراراً وتكراراً، و لا تغيبُ أبداً عن بالي؛ لأنجزَ واجباتي الجامعية بشغف!
“أحِب ّما تعمل”، لو جئت لأفكر: ماذا أعمل؟ أدرسُ تخصص لم أختره كباقي الطلبة الحاصلين على معدلٍ عالٍ بالثانوية العامة! رأيت الجميع يتباهى بما حقق من معدلاتٍ عالية بالثانوية، و بعضهم استخف بي كوني عاجزة عن صنع قراري بيدي، عاجزةً عن إطلاق صوت الرفض الذي كان يصرخ بداخلي .
تخصّص ” انحشرت به” كما يقولون، و لم أستطع التماشي معه، اعتقدت أنني أمشي عكس التيار، لكنني بلحظة ما، وفجأة ودون مقدمات، وجدت نفسي فيه (الشخص الصحيح بالمكان الصحيح)، وهنا بدأت المقولة الأولى لأخطوَ الخطوة نحو إعجابي بهذا التخصص العميق ” التربية “، لكن الأمر لم ينتهِ، فطريقي طويلٌ و على أطرافه شوكٌ كثير! و كان عليَّ التحلي بالصبر.
” حتى تعمل ما تحب “، ماذا أحب ؟ بطبيعتي الإنسان أنه مزاجيٌّ متقلّب، يحبُّ و يكره، يفرح و يحزن، فالأحوال تتغير والأشخاص يتغيرون، أنتَ تتغير، وأنا تغيّرتُ للأفضل و للأنجح، قطعتُ ثلاث سنوات من الصعوبات التي واجهتني شخصياً كطالبة، و ها أنا هنا على أعتاب السنة الرابعة، أسألُ نفسي كل يوم: “لمَ آتي إلى الجامعة؟”، هل سألتَ نفسَكَ يوماً؟
نأتي لنطوي أفكارنا البالية، لنطوّر أنفينا السامية، ونرى أرواحاً جميلة تبعث فينا الحب والحياة، وتمسك بيدنا لنصعد سلّم النجاح.
لا أعرف إن وصفت كلماتي عنواني بشكلٍ صحيح، فحروفي تتبعثرُ عندما أكتب عن نجاحي و كل الخطوات التي خطوتها لأحقق أهدافي الكبيرة ، نعم نجحت بالأشياءِ الصغيرة التي فشلت بها، أما عن أكبرها فسأبقيها سراً لنفسي !
Continue reading أحياناً عليك أن تفشل لتنجح ! at BirHakaya – بيرحكايا.