في رحلتي نحوَ طُموحي

 

بقلم: هدالة شتية

 

كانت تدور في ذهني أسئلةً كثيرة وابحثُ لها عن اجابات، أجدها أحياناً مقنعة، واحياناً ليست كذلك، وأحياناً كثيرة لم أكُن أجِدُها، لكنّني ظللتُ أسألُ نفسي:

هل فكرة اختيار الاحلام صَعبة؟

تعدّد الطموحات وأيها اختار؟

كيفَ أصلُ إلى حلمي وأعلم ما الذي أريدُه؟

هل أكون من الكثيرين الذين يستيقظون متأخرين نوعاً ما عن”طموحاتهم” الحقيقية؟ أم أستيقط الآن؟


مرحلة الضياع  

كأيّ طالب انتهى من مرحلة مُهمة بحياته وهي مرحلة التوجيهي، وما يتبَعها من محطات، منها اختيار الجامعة والتخصص وتبعاتها
سأتحدث قليلا عن تجربتي الخاصة .
انتهيتُ من مرحلة التوجيهي 2016، وكأيّ طالب يتردّد، ويبحَث في كل مكان في محاولة لايجاد التخصص المُناسب، والجامعة المناسبة لشخصه وحلمه.

انهيت الثانوية العامة على أمل دراسة التّمريض في احدي الجامعات القوية ،وبدأت العقبات..

كانت المشكلة أنني طالبة في الفرع الادبي، لن يتم قُبولي في أي جامعة لدراسة التمريض، الّا اذا قررت الدراسة في كلية، بواقع سنتين فقط، وهي درجة الدبلوم، ولكن هذا لا يتوافق مع حُلمي،الذي سعيت للوصول اليه، ليس شَغفي أن أكون ملاكَ رحمة، ويدعو لي أحدُهم في ظهر الغيب .

لم أُصب باليأس، وواصلت البحث والسؤال. ثمّ اكتشفتُ انّني أستطيع دراسة التمريض بكالوريوس فرع ادبي في إحدى الجامعات البعيدة عن مدينتي ، لكنّ شيء في داخلي جعلني اتراجع، وبعد أن تم قبولي بتلك الجامعة ، رفضت، شعرتُ بأنّ حُلمي فتر، وأيقنتُ أنّ العقبات يمكن أن تكون سبباً في تركي لهذا التخصص ربما ليس خيراً لي !،انها مشيئة الله.
حتى أنا سئِمت من نفسي، لكن كنت على يقين أن التخصص ليس لي ،حدس داخليّ أخبرني ان أبتعد.

 

ما قبل الاستقرار

من جديد بدأت البحث عن تخصص مناسب نوعاً ما، وعدت للسؤال والبحث، ووصلت إلى حلّ، وقعَ اختياري على العلاقات العامة، وبعد أَخذ رأي الكثيرين وتشجيعِهم اخترتُ هذا التخصص، وبدأت دراسته مع شيءٍ من الخوف، ولم أكُن على قدرٍ من المعرِفة الكافية بالتخصص ومحتوياته وخباياه، كانت أهمية التسجيل في الجامعة قبل نفاذ المقاعد، وانتهاء موعد التسجيل ،انه الخوف من عدم اللحاق في ركب الطلبة أوالانتظار فصل جديد، والرهبة من المجهول ،لا أعرفُ احد، حتّى الجامعة بحد ِّذاتها لم تكن مُغرية كثيراً بالنسبة لي على عكس “السنافر”امثالي.

سارت الايام و جرت سريعا، بدأت أفهم ما هو التخصص، فهمت أنه ليس كما توقعته، حاولت اقناع نفسي به، وضغطتُ على نفسي، الى أن وصلتُ الى حد الانفجار،..لا، ليست هذه هي الحياة التي اريدها، ليس هذا ما تمنيت، ولا أرى نفسي هنا
ادركتُ ذلك بعد ان انهيت السنة الدراسية الاولى بواقع ٢٩ ساعة جامعية.

الصراع مع النفس

 
بدأت الافكار “الشيطانية” تدورُ في مخيّلتي، فكرة التحويل وترك الجامعة والابتعاد، وتغيير التخصّص والجامعة كلياً، قلتُها مزحة، وظنوا أنّي أقول نُكتة.

ماذا تقولين تمزحين، اليسَ كذلك؟
قالوا لي وقلتُ نعم امزح، لكن في نفسي كنت جادة الى حد الثقة.

بدأتُ أسأل واستفسر عن شروط التحويل والقوانين الجامعية وسياسات الجامعات وهكذا

صُدِمت بلحظة، حين عرفتُ أني اذا اردتُ التحويل يجب أن أكون قد انهيت ٣٠ ساعة جامعية، وانا انهيتت من ٢٩ساعة، ماهذا؟
هل أستسلم؟

لا لن استسلم..

وقطعت عهداً أني سأُكمل ثلاثون ساعة وأفعل ما بوسعي، وفي اخر يوم تسجيل (للدورة الصيفية) في جامعتي قررتُ التسجيل، وسجلت مادة بواقع ٣ ساعات فقط ودرست فصلا دراسيا في مرحلة الصيفي، فقط لمادة واحدة، الى ان قبلتُ في الجامعة الأخرى بعد انهائي ٣٠ ساعة وبدأت الاجراءات التحويلة.
العِناد من أجل الوصول

لم تكُن الاجراءات عادية، كانت قاتِلة وصعبة، لايتحمّلها من لا يملك ارادة عالية، أوراق كثيرة، وتوقيعات، وحسابات، واجراءات روتينية طويلة، ولكن الارادة القوية تقف أمام كل الصعاب.

وها أنا اليوم طالبة في الجامعة التي أريد، والتخصص الذي أريد، يكفيني شرف المحاولة، وشرف الوصول.

هل لديك تجربة مشابهة؟ شاركنا حكايتك.

Continue reading في رحلتي نحوَ طُموحي at BirHakaya – بيرحكايا.