وخيرُ جليس في الزمانِ كتابُ

“خيرُ جليس في الزمان كتابُ”، لم يكن من الممكن النظر إلى القراءة على أنها مجرد هواية، أو الرغبة في اقتناء الكتب على أنّه تصرّف غريب، في واقع روتينيّ، في واقع مكرّر، كان لزاماً عليك أن تختَلف، أن لا تكون نسخةً مكرّرة، وأن تمتلك رؤية تسعى بشتّى الطرق إلى إيصالها للآخرين، وإلى جذب أنظارهم نحو ما توّد قوله.

 

ولعلّ هذا السبب هو الدافع وراء المُبادرات المختلفة والمجموعات الشبابيّة، التي تسعى إلى إيصال رسالة أو التعبير عن رؤية أفرادها، وإحدى هذه المبادرات “جليس”، التي ظهرت في أول تعريف لها اليوم في الجامعة، وتحمل رسالة ثقافَة ووعي، وتستمد المضمون من الاسم، “فخيرُ جليسِ في الزمان كتاب”، ولأنّنا بحاجة إلى القراءة، وإلى تحرير عقولنا من تسلّط الواقع، في ظل سيطرة التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، التي حلّت بديلاً للكتاب، وأخذت كل وقتنا، وإيماناً منّا بأنّ التحرّر الفكري هو أوّل خطوة في سبيل التحرُّر المادي.

كما شمل التعريف بجليس، الإشارة إلى مشروع صناعة القرّاء في العالم العربي” أصبوحة 180″، ولأول مرة في جامعة بيرزيت يتم التعريف بأصبوحة، فالكثير منّا يرغبون بالانضمام إلى مشاريع القراءة، لكنّهم لا يعلمون بوجودها، مشروع أصبوحة الذي يضم اليوم العدد الأكبر من القرّاء، أصبوحة متواجدة في (٤٤) دولة في العالم، ويحتوي على منهج يشمل العديد من الكتب في مجالات التاريخ والدين والتنمية البشرية..، وقد غدا اليوم من أكثر المشاريع نجاحًا وقبولًا في الوسط العربي، مع العلم بأنّه سيتم تنظيم تعريف خاص بأُصبوحة في الأيام المُقبلة.

لكل واقع معطياته، ولكل مرحلة متطلباتها، ولكل حدث تفاصيله التي تجعله مُختلف أو روتيني، مُلهم أو عادي، متجذّر أو زائل، ولعل السبب في ذلك هو أنّ النّاس تمتلك ردة فعلها تجاه الأشياء، وردة الفعل هي التي تعطيك الحافز لتمضي، أو الفكرة لتصحّح توجُّهك، وانّ ما نحن بحاجة إليه هو أن نحملَ رسالة إلى الآخرين، أن نوصل إليهم مقصدنا بأفضل طريقة ممكنة، وأن نجذب الأشخاص المَعنيين بالحدث ونشجّع غير المَعنيين كذلك على الالتفات إلى الحدث، والأهم من ذلك أن نجعل الناس يؤمنون بأنفسهم، وبما هم قادرون على فعله، فالمثقّف هو صاحب الفكرة القادرة على تغيير الواقع للأفضل.

 

فكانت الرسالة هي السّعي لصناعة جيل مثقّف، وجيل قارىء، يتحلّى بصلابة فكريّة، وقُدرة على تخطّي عقبات الواقع دون الانصهار فيها.

ترقّبوا أنشطة مُستمرّة لـ “جليس” في الفترات القادمة.

Continue reading وخيرُ جليس في الزمانِ كتابُ at BirHakaya – بيرحكايا.