يتقدم سنوياً عشرات الآلاف لامتحان التوظيف في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فيما لا تزيد نسبة الذين يحظون بوظيفة عن 1% من المتقدمين لامتحان التوظيف، وذلك حسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، ورغم هذه النسبة الضئيلة نجد أن عشرات الآلاف يعيدون التقديم كل سنة؛ فما الذي يدفعهم لذلك؟
-عدد كبير من المعلمين مقابل تعيينات ضئيلة:
بلغ عدد المعلمين في فلسطين للعام الدراسي 2016-2017 أكثر من 55 ألف معلم ومعلمة، ومع تتبع الإحصائيات نجد أن عدد المعلمين خلال السنوات الخمس الأخيرة قد ارتفع بنسبة5% فقط، وهي نسبة قليلة إذا ما قورنت بعدد المتقدمين لامتحانات التوظيف.
تقدم في العام الماضي أكثر من 39 ألف معلم ومعلمة لامتحان التوظيف في 33 حقلاً مختلفاً، وبلغت نسبة النجاح بشكل عام قرابة 38%، لكن الحقيقة أنّه لا يتم توظيف أكثر من 1% من هؤلاء الناجحين.
-أعلى التخصصات وأقلّها نجاحاً:
نجد أن الذين تقدموا لتدريس الرياضيات قد حصلوا على أعلى العلامات في الامتحان؛ حتى أن بعضهم قد حصل على العلامة الكاملة، وحصل أكثر من 12% من المتقدمين لامتحان الرياضيات على علامة تجاوزت ال 80%، في حين أن أقل العلامات كانت من نصيب تخصص العلوم الإدارية والعلوم المالية، فلم تتجاوز نسبة الناجحين في الامتحان أكثر من 4% في العلوم الإدارية، في حين لم ينجح في تخصص العلوم المالية سوى 2% من المتقدمين؛ وهذا يفتح الباب أمام تساؤلاتٍ عدة.
-هل هناك ما يكفي من المعلمين؟
تجاوز عدد الطلاب في المدارس الفلسطينية المليون طالب -حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني-، في حين أن عدد المعلمين يصل إلى 55 ألف معلمٍ ومعلمة، وهذا يعني أنّه يوجد 22 طالب مقابل كل معلم، وهو عدد كبير لا يحقق تناسباً بين الطرفين.
هل المشكلة في الامتحان أم في المعلمين أنفسهم؟
إذا علمنا أن ثلث المتقدمين للامتحان فقط ينجحون، فإن هذا يدفعنا للتساؤل عن سبب انخفاض هذه النسبة، فهل يعود ذلك إلى صعوبة الامتحان؟ أم أن البرامج الأكاديمية التي يحصل عليها الخريجين لا تحقق الجودة المطلوبة؟ هذه نقطة هامة يجب الالتفات إليها في ظل هذه التُخمة من الخريجين.
هذه المؤشرات من الممكن أن تُؤخذ بعين الاعتبار أيضاً فيما يتعلق بوجود فائض من الخريجين في بعض التخصصات، ونقصهم في تخصصات أُخرى؛ مثل الفيزياء، والموسيقى، والفنون.
ختاماً يجب على الوزارة أن تُعيد النظر في سياساتها المتبعة لتعيين معلمين جدد، وربما عليها أن تفكر في خطة جديدة وآلية أكثر نجاعةً لتقليص نسبة البطالة المهولة التي يعاني منها المعلمين. وربما يمكنها أن تعتمد على الإحصائيات السابقة لتحديد التخصصات التي تعاني نقصاُ من الخريجين والعكس؛ وتقدم توصياتها بأكثر التخصصات التي يمكن أن تتوفر فيها فرصة عمل مستقبلاً.