قال لي أستاذي ذات يوم: “إن فلسطين لم تكن يومًا رائدة العالم في مجال الصناعة، بل كانت تزخر دومًا بعقولها ومواهبها، وإذا أردنا أن نكون ذوي شأن يوما ما، كان لزامًا علينا أن ندعم العقول والمواهب ونعطيها أولوية الاهتمام”. وعند الحديث عن المواهب والإنجازات لا بد من ذكر اسم الموهوب البطل طارق أبو ظاهر.
عن طارق والتنس:
طارق شاب فلسطيني، يدرس المحاسبة في جامعة بيرزيت، وهو لاعب كرة تنس محترف مع نادي الأمعري الرياضي، يفضل الرياضة بشكل عام، يهوى السباحة وكرة القدم، وعندما يتعلق الأمر بتنس الطاولة، فالأمر مختلف تمامًا.
“هي ادمان أو نمط حياة”، هكذا وصفها وهكذا طبقها وأحبها، فأنامله ارتبطت مع مضارب التنس بعلاقة تبادلية، هو يعطيها كل جهده ومحبته، وهي تعطيه المتعة والفوز.
نمو موهبة:
عم طارق، والذي كان بطلًا سابقًا في كرة التنس في جامعة بيرزيت، اكتشف موهبة طارق في اللعبة عندما كان صغيرًا، واستمر طارق بممارستها كهواية حتى أنهى دراسته الثانوية، بعدها ومع تشجيع الأهل والأصدقاء، التحق بنادٍ للتدريب وبدأ بتعبئة سجلٍ حافلٍ يبشر بمستقبل لامع.
إنجازاته وبطولاته:
بدءًا بجامعة بيرزيت، حقق طارق بطولة الجامعة ثلاث مرات، ثم بطولة رام الله وبطولة الجامعات الفلسطينية مرتين، وكان الإنجاز الأكبر -حسب وصفه- عند فوزه ببطولة دوري الدرجة الأولى الفلسطيني، وحصوله على لقب أفضل لاعب في الوطن. اليوم وبعد هذا المشوار الحافل، تأهل طارق إلى ربع نهائي بطولة العرب في مسقط بعُمان.
عقبات في طريق النجاح:
وعن العقبات التي واجهت طارق كشخص التحق في البداية بتخصص الهندسة في جامعة بيرزيت، وجد طارق أن كلا الأمرين لا يمكن أن يتما معًا، فالهندسة تحتاج منك أن تغرق في المشاريع والامتحانات، مهملًا الكثير من الجوانب التي تحبها، ولأن كرة التنس حبه الدائم، قرر أن يحول تخصصه إلى تخصص المحاسبة، واليوم طارق يجد الوقت الكافي للدراسة والتدريب معًا، ويقول: “يمكن لك أن تتخلى عن شيء ما، في سبيل شيء تحبه أكثر”.
طموح ومستقبل:
وفي الحديث المستقبل، يسعى طارق إلى تشريف اسم فلسطين عالميًا على منصات التتويج، ورغم احتياج ذلك للكثير من العمل والجهد والوقت، إلا أنه يؤمن بأنه لا وجود للمستحيل.
لا تدفنوا مواهبكم:
وعن نصيحته للشباب الفلسطيني يقول طارق أن المهم في كون الشخص يملك موهبة ما، هو خطوته الأولى وقبوله للمغامرة، فطارق الذي بدأ تدريبه الفعلي في عام 2014 قد حقق أكثر من عشرين لقبا وبطولة محلية، واليوم في 2017 تأهل طارق كأول لاعب فلسطيني يصل لربع نهائي بطولة العرب لكرة التنس، ومن هنا نتمنى له كامل التوفيق والنجاح.
عزيزي القارئ، إن أعجبك المقال، وكان لديك موهبة مميزة تحب أن نكتب عنها، نرجو منك التواصل مع فريق بيرحكايا، لننقل قصص نجاحكم إلى العالم أجمع.