” الطبل بدوما والعرس بحرستا” كان هذا أحد  التعليقات التي وصلتنا خلال طرحنا لموضوع أغلفة الكتب المدرسيّة الجديدة في سورية،
وتابعت المعلّقة قولها: إنّ المؤلفين والمصممين في زمان آخر؛ إذ إنهم لم يرهقوا حتى تفكيرهم بالتركيز على نفسيّة الطفل وحياته وما يعانيه في ظل هذه الأجواء الصعبة، وبدلاً من ذلك كانت التصميمات قاتمة ومعتمة أيضاً.

وقد توزّع الناس مابين محلّلين لهذه القصة ومناصرين لها، وأما القسم الأكبر فكان مستاءً بشكل كبير.

  • فكاهيّة الأغلفة :

أعتقد أنّ هذه التعليقات كانت من نصيب الأشخاص المتفائلين في الحياة، إذ عبّروا عنها بقولهم ” والله ليقضوها ولادنا ضحك ” أو ” صارفي حجّة أنهم ما يدرسوا “، فيما اكتفى آخرون بالضحك فقط.

  • The Grudge ” فيلم الرعب “:

ألوان باهتة مخيفة مرعبة غير جذابة وحركة مقصودة؛ لاستغباء المتلقي بجميع الأحوال، وإن كانت   ترمز لأشياءٍ تاريخيّة، فإنهم لم  يقوموا بتوظيفها بالشكل الصحيح ” إنها فشل حقيقي” .

.كانت هذه مجموعة من التعليقات التي رصدناها أيضاً من خلال ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي

  • أما بالنسبة إلى المحلّلين..

فعلى الرغم من استيائهم من التصاميم والألوان إلّا أنهم حاولوا تفسير الرسومات وشرحها، وفي ذلك
وجدوا أن أحد كتب التاريخ تعود صورة غلافه إلى كاهن وثني من عصر ما قبل الميلاد، وقالت إحداهنّ: إنَّ أحد أغلفة كتب العربي تعود للوحة عالميّة رسمها فنان سوري .

وأما آراؤهم حول بعض النشاطات الموجودة داخل الكتب فكانت إيجابية نوعاً ما، فقد قالوا: إنّه من المهم إدراج نشاطٍ تثقيفي بـ “فلكلور” مناطق سورية -والفلكلور: هو موروث شعبي خاص بكل منطقة كالأغاني، والرّقصات الشعبيّة، وغيرها -، لافتين إلى أنه من المهم الاحتفاظ بالموروث والثقافة الشعبيّة، بالإضافة إلى أنّ هذا النشاط يحتاج مهارة من المعلّم؛ لإعطائه بأسلوب ممتع وضمن سياقٍ ثقافي فنّي وبأسلوب يحضُّ الأطفال على استكشاف معلوماتٍ عن مناطق سورية وعاداتها .

القضايا التاريخية

ومن جانب آخر عبّر البعض عن فقدان اللّغة العربية من خلال هذه النشاطات، مشيرين إلى أنّنا نستطيع إبراز الحضارة والثقافة الشعبيّة بطرقٍ أكثر تحضّراً  .

الأغاني الشعبية الموجود ضمن الكتب المدرسيّة الجديدة

 

وقد قام فريق لدّات بسؤال بعض المدرّسين عن رأيهم في الكتب بشكل عام وكان ردّهم كالتالي :” إنّنا مستاؤون فعلاً من تصاميم الكتب التي كادت تشبه كثيراً أفلام الرّعب التي نشاهدها، ولكنه بحسب ما وصلنا أنّه تحديث للمناهج بطرقٍ تتماشى مع المسار العالمي لأجل تنمية شخصيّة الطفل وتفكيره وترسيخ مبادئ المناقشة والرأي الآخر”.

وقد زوّدونا أيضاً ببعض الصور لمبادئ جديدةٍ معيّنة قد وصلتهم وطُلب منهم تطبيقها مع بداية العام الجديد.


أما عن رأي فريق لدّات فقد اكتفينا بالنظر إلى هاتين الصورتين وإخراج الفروق المئة من الناحية النفسية والفكرية للطفل، بالإضافة إلى الألوان والمحفزّات التي تجعل أطفالنا يستقبلون معلوماتهم برضىً.


في النهاية أيضاً ومع كل تلك الموجة السيئة التي حدثت حول أغلفة الكتب، رأينا أنّه من الضروري الاطّلاع على محاور الكتب من الداخل، واستطعنا الحصول على نسخٍ منها، وعلى الرغم من الاعتقاد السائد أنّ ” الكتاب يُعرفُ من عنوانه “، وجدنا أنّ بعض نصوص الكتب ومحاورها كانت جيّدة
؛ إذ تتمتع بأسلوب بسيط قريب من إدراك الطالب، وتتميز الكتب بصورٍ؛ لتوضيح الأفكار والمعاني
وكان ذلك داعماً لا بأس به لمبادئ التربية والتعليم.

رغد شربجي

محرر محتوى

طالبة هندسة جينات ..

مهتمة بالتراث السوري وكل ما يتعلق بسوريا .

مصدر مقالة كتب مدرسيّة قيد التحقيق هو لدّات.