هشام نجم، عندما توصلك خفة ظلك إلى النجومية

 

  • مسرح الأحلام:

            معظم المواهب اكتشفت بالصدفة، وعادةً ما يكون صاحب الدور الرئيس في اكتشافها هو ذلك المعلم الذي يعطيك الفرصة، يثق بنشاطك وحماسك، يقدمك للجمهور، فتنطلق أنت معبرًا عن كل ما يدور في داخلك دون خوف أو توتر.

            هكذا بدأ (هشام نجم) مسيرته في صفه الرابع، عندما اختارته المعلمة لتمثيل مسرحية وجوه صامتة. تعابير وجهه تتكلم وزملاؤه يستمعون، تلامس شرارةُ أفكارِهِ عقولَهم فتصل الرسالة بسرعة الضوء، حاملة كل ما يمكن أن يقذفه عقله من مشاعر.

            كان أداؤه مبهرًا، وحبُّه لذلك النوع من المسرحيات جعله ينتسب إلى فرقة المسرح في مدرسته. شارك هشام مع فريقه في مسابقتين على مستوى مدارس القدس، في صفيه الحادي عشر والثاني عشر، فازوا في كلتيهما بالمرتبة الأولى. كما وعمل مع مسرح وطن، وأدى إحدى مسرحياته في مسرح الحكواتي في القدس. بعض مسرحياته كان موجها للأطفال، والآخر كان يحاكي الواقع بطريقة طريفة.

قفز للأعلى:

            مدير المدرسة الذي كان مسؤولًا سابقا للنشاطات، قد فتح المجال أمام الطلبة للمشاركة في كافة أنواع الهوايات، كالرياضة والمسرح وغيرها. فيقول هشام: “أثناء وجودي في المدرسة، جربت كافة أنواع الرياضات، ككرة القدم، كرة السلة، ورفع الأثقال وغيرها. لكن ما لفت انتباهي حقًا هو رياضة الجمباز رغم قلة المهتمين بها، والذي ميز تلك الرياضة عن غيرها هو تحريكها لكافة أجزاء الجسد معًا؛ فشعورك وأنت تحلق وكأنك تخلصت من كل يحمله جسدك من متاعب، وأصبحت وحدك في الهواء الطلق، ولو كانت تلك اللحظات معدودة، إلا أنها تشعرك بالرضى لفترة طويلة”.

            وعن تركه لتلك الرياضة يقول: “إن الدعم والاهتمام بتلك الرياضة لم يكن كبيرًا جدًا حتى أن النادي الذي تدرب فيه باع المعدات الرياضية الخاصة بالجمباز”. أما اليوم، وبعد سنوات، عاد النادي وعاد هشام يحلق عاليًا، وعينه على تحقيق المزيد من الطموحات والأحلام.

خدع سحرية:

            ليس الجمباز والمسرح فقط هو ما لفت انتباه هشام، فهو معتاد على حب الأشياء الغريبة التي لا يتوجه لها معظم الناس. ويرجع السبب في ذلك إلى حبه لمعرفة الأسرار الكامنة في كل موهبة وحركة، فيتعلمها، وإن أحبها كانت رفيقة دربهِ أينما حل وارتحل، ومن ذلك مكعب روبيك، والشَّدّة.

            “عندما أشاهد شخصًا ما ينفذ خدعة سحرية قد تبدو للوهلة الأولى مستحيلة، أشعر بالحماس لمعرفة الطريقة والسر. والمتعة هنا تكمن في أمرين: الأول عند معرفة سر الخدعة وقدرتك على تطبيقه ببساطة، والثاني عندما تشاهد علامات التعجب والدهشة على وجوه الآخرين بعد تنفيذك للخدعة”.

            تعرف هشام بعد دخوله إلى الجامعة إلى زميله أدهم، والذي عمل في مجال الخفة لوقت طويل، ويقول: “إنه من الجميل أن يكون هناك شخص يشاركك اهتمامك، تشاهده فتتعلم، وتشاركه لحظات الغرابة والدهشة”.

الكوميديا:

            هذا الشغف لم ولن ينتهي عند هشام أبدًا، فبعد مشاهدته لإحدى مسابقات الفيديوهات الكوميدية، قرر مع زميله المصور ينال البدء بالعمل على فيديو كوميدي، يشرح بطريقة طريفة رحلة الطالب كل يوم من منزله حتى وصوله للمحاضرة. الفيديو الذي حصل على آلاف المشاهدات شجع هشام للمشاركة في مسابقة (ستاند أب كوميدي) أقيمت في بيرزيت على مستوى الجامعة.
فاز هشام بالمرتبة الأولى، وبعد ذلك بأشهر شارك في المرحلة الثانية على مستوى جامعات الوطن في مدينة الخليل، ليحصد المركز الأول مجددًا.

            كأي شخص في العالم، يشعر هشام بالتوتر قبل الوقوف على خشبة المسرح، وما أن يمسك (المايكروفون) حتى ينسى ذلك كله، ويطلق العنان لنفسه بأن تتحدث بما اجتهد من أجله، فقد تدرب كثيرًا، وعمل ما عليه، وآمن بمقولة: “خذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم توكل على الله وكأنها ليست بشيء”.

مهندس مجتهد:

            ربما يتساءل البعض، هل يجد هشام الوقت الكافي لدراسته بعد كل هذا، والجواب هو نعم. فهشام الذي يدرس هندسة الكهرباء في سنته الثالثة، يعطي الأولوية لتخصصه، ويحافظ على اجتهاده. فقد زين اسمه لائحة الشرف عدة مرات، كما أن ممارسة الأشياء التي يحبها تساعده دومًا في توفير جو دراسي مريح، فيتابع دراسته ثم يستغل أوقات فراغه في العمل على كل شيء مفيد ومسلٍّ في نفس الوقت.

            إن كانت لديك قصة مشابهة وتحب مشاركتنا بها أو أن نكتب عنها، تواصل معنا على صفحة بيرحكايا؛ فهدفنا كان ولا زال: إيصال صوت الشباب الفلسطيني المبدع إلى العالم أجمع.

Continue reading هشام نجم، عندما توصلك خفة ظلك إلى النجومية at BirHakaya – بيرحكايا.