البازارات الأسبوعية في الريف الغربي من مدينة حلب لها حضور اجتماعي وتجاري مهم في حياة أهلها وريفها المجاور، وما يميز هذه البازارات أنها تخلق حالة من المحبة والتآلف والانسجام بين أبناء الشعب حيث يباع فيها كل ما يحتاجه الناس من مستلزمات منزلية ومواد غذائية، وألبسة، وأحذية، وأدوات زراعية وتقليدية، وغير ذلك وبأسعار مخفضة، ولذلك تراها شديدة الازدحام إذ يتوافد إليها السكان من مختلف القرى المجاورة ومنذ الصباح الباكر. d

تتميز هذه البازارات بتسميات عدة حسب أيام الأسبوع فهناك مثلاً سوق الاثنين في مدينة الدانا و سوق السبت في مدينة دارة عزة و غيرها من التسميات التي يعرفها الأهالي .أكثرالشرائح الاجتماعية حضوراً لهذه البازارات هم أصحاب الدخل المحدود، لأنها توفر لهم كل احتياجاتهم وبأسعار مخفضة، وهي بالتالي تناسب دخل أبناء الطبقات الفقيرة، وبسبب حضور هذه البازارات في حياة الناس فقد وردت في أمثال الحلبيين الكثيرعنها مثل: “صاير في بيت الحجي عجقة متل عجقة سوق الجمعة”، كما يقولون أيضاً:”صوت البياعين في سوق الجمعة متل وظيظ النحل.

كما و تعطي هذه الأسواق الشعور بنشوة التسوق الجماعي خلال انعقادها كل أسبوع, إضافة إلى أنهم يجدون فيها كل مستلزماتهم فهي إحدى الوسائل التي تساهم في التقريب بين السكان، وتخلق بينهم المزيد من المحبة والانسجام.
“يعتبر البازار تجمع للمشاريع الصغيرة التي تقوي الاقتصاد العام و هي بمثابة نواة للمشاريع الكبرى , و توفر فرص مختلفة للشباب العاطلين عن العمل.”
الاقتصادي محمد أحمد مدرس في الجامعة

و أضاف محمد الشيخ ( بائع عطور ) :
“ربما تكون مشقة التنقل بين البازرات كبيرة و لكنها أفضل لي من البقاء في منزلي بانتظار السلل الإغاثية من المنظمات “

و قالت السيدة عليا 65 عام ( بائعة ألعاب أطفال):
“البازار هو الملاذ الوحيد للكثيرمن العائلات من الفقر و الحاجة .”
يذكر أنه رغم ظروف الحرب في سورية إلا أنها لم تغلق هذه البازرات بشكل نهائي لأنها المتنفس الاقتصادي الوحيد لمختلف طبقات المجتمع.